المواقف


قضية-المياومين-لم-تعد-قابلة-للتأجيل

19
شباط

قضية المياومين لم تعد قابلة للتأجيل

شهدت السنوات الأربع الأخيرة، الكثير من الاعتصامات لمياومي مؤسسة كهرباء لبنان

رحلة المطالبة بالتثبيت هذه، شهدت مناوشات مع قوى الأمن، إقفال طرق أساسية والتسبب بزحمات سير خانقة، محاولة انتحار، حتى أصبحت كلمة "المياومون" علامة لافتة للحياة السياسية في لبنان.

القضية هذه ليست منفصلة عن مطالبات اجتماعية ومعيشية أخرى، على سبيل المثال بقيت سلسلة الرتب والرواتب عالقة لعشرات السنين حتى تمّت معالجتها عام 2017.

هذه الحالات إن دلّت على شيء، فهي تدلّ على عجز الدولة، عن معالجة أكثر القضايا التي تمثل الهمّ المعيشي للمواطنين، وتعود لتذكّر اللبنانيين بمدى سوء الحالة الاجتماعية التي تسيطر على حياتهم ومستقبل أولادهم.
المطلوب اليوم، أمام هذه المسألة التي ما زالت تؤدي إلى الاعتصامات والتعطيل للمرافق العامة، أن تقرّر الدولة ما عليها أن تقوم به سريعاً.

لم يعد مقبولاً هذا السلوك التأجيلي والتسويفي، فإن كان من حق المياومين جميعاً التثبيت فيجب أن يحصلوا على حقهم بأقصى سرعة، وإن لم يكن ذلك من حقهم فعلى الدولة أيضاً إيجاد الحل المناسب الذي لا يترك أبناءها من وضع مزرٍ غير قادرين على تأمين حياة كريمة.

لقد تعوّدنا في لبنان على عدم الاستقرار السياسي، مما يستتبع تعطيلاً للمعالجات الاقتصادية والاجتماعية، لكن ما هو العذر اليوم أن تستمرّ هكذا قضية بالغليان ونحن في حالة استقرار سياسي تام؟

فلينكب المسؤولون على حلّ هذه القضايا الملّحة، علّ اللبنانيين يبصرون بصيص أمل يعيدهم إلى الإيمان ببلدهم وبمستقبل زاهر للأجيال القادمة.