المواقف


أبواب

26
شباط

أبواب

في أيام الصوم الكبير، أغلقت كنيسة القيامة أبوابها، معلنةً حالة من الاستنفار غير المسبوق، إذ تقام القداديس والصلاوات في الباحة العامة، لأجل غير مسمّى، وذلك رفضاً للتضييق الإسرائيلي المستمر على مسيحيي القدس.
وأعلن بطاركة ورؤساء كنائس القدس إغلاق الكنيسة، بعدما فرض الاحتلال إجراءات ضريبية مخالفة للقوانين الدولية، ووضع مشروع قانون حول الملكية يطال أملاك الكنائس المسيحية.

وللتذكير فقط، كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس هي كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، بنيت  فوق الجلجلة وهي مكان الصخرة التي يعتقد ان المسيح صلب عليها.
وتعتبر أقدس الكنائس المسيحية والأكثر أهمية في العالم المسيحي وتحتوي الكنيسة على المكان الذي دفن فيه المسيح واسمه القبر المقدس، ومنها القيامة، فهي ليست فلسطينية فحسب، بل هي الأرض الجامعة لجميع مسيحيي العالم.
 


بدوره، تنبّه "الحزب اللبناني الواعد" لخطورة ما تقوم به إسرائيل من مضايقات على المسيحيين في القدس، وهم بنسبة 1 بالمائة فقط، في حملات عدّة، آخرها ندوة حوارية حول "القدس- عاصمة عالمية"، لشرح مكانة هذه المدينة في الوجدان المسيحي اللاهوتي والاجتماعي والقانوني.

وشارك في الندوة حينها، الأرشمندريت اغابيوس ابو سعدى راعي كنيسة مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك في حيفا- فلسطين، الأب الدكتور يوسف نصر رئيس مدرسة المخلص في جعيتا، الدكتور انطوان صفير الأستاذ المحاضر في القانون الدولي، الأستاذ فارس فتّوحي رئيس "الحزب اللبناني الواعد"، وأدارها الاعلامي بسام أبو زيد.

وكلمة رئيس الحزب الأستاذ فارس فتوحي في الندوة حاضرة اليوم وفي كل إجراء إسرائيلي غاشم على هذه الأرض المقدس، إذ قال إنّ "المعركة تتجدّد اليوم، وهي معركة حياة أو موت، والقدس هي خطّ الدفاع الأوّل والذي إذا سقط، ستنهار معه مدن ودول. القدس هي خط الدفاع عن حق العودة، وهي متراس حمايتنا من التوطين. واذا سقطت زهرة المدائن، فُرض التوطين علينا. على كل مسيحي وقبل أي مسلم ان يعتبر معركة القدس معركته وأن اسرائيل تستهدفه قبل المسلم، وإنّ التعايش المسيحي العربي مع المسلم العربي في دولة واحدة هو تهديد لمعتقدات الاسرائيليين وفلسفتهم لتكوين الأوطان. الإسرائيليون يسعون لإنهاء فكرة التعايش ضمن وطن تعدّدي ويعملون على فرض التقسيم، ويريدون تهجير المسيحييّن بشكل نهائي من منطقة الشرق الأوسط، لإسقاط فكرة الدول التعدّدية والتعايش الإسلامي المسيحي".

وها هي المعركة تتجدد اليوم، كنيسة القيامة تنتظر قيامة الحق لا لحياد الاستسلام، وإغلاق الأبواب خطوة تاريخية قامت بها كنيسة القيامة للمرة الأولى عام 1948، تاريخ النكبة الفلسطينية، لتؤكّد الكنيسة المقدّسة نكبتها المستمرة، في ظلّ تضييق يومي على الكهنة والمصلين في القدس.
مرة أخرى يجد الفلسطينيون أنفسهم وحدهم في الدفاع عن مقدسات الكنيسة بوجه نازية احتلال لم يحترم لا أقصى ولا قيامة، بتواطؤ صهاينة الشرق قبل الغرب. وهنا يصحّ قول المسيح: "مرتا مرتا، تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد". المطلوب من الجميع اليوم وقفة مع الحق نصرةً للعدل والسلام، وإلاّ علينا وعلى الدنيا السلام.